الثلاثاء، 23 أغسطس 2011



أريد أن تمنحيني الموتَ و الكفنا      فقد منحتكِ عمري والشباب أنا 
وقد وهبتكِ مِن شعري قلائده          ومِن خزائن قلبي ما غلا ثمنا
ومِن ضلوعي البقايا من تمردَها      ومن جفوني الخيالَ الحلو والوسنا
ومِن قفاري الخزامى في بكارتها     ومِن بحاري القلوع البيض والسفنا


** **

أوآه ! حُبَك في روحي يطاردني       يسومني شوكه .. والسوط .. والحزَنَا 
أعيش فيه معاناتي مؤبدةً          لا ينتهي زمن إلا حدا زمنا
أعِدُّ في السجن أيامي .. وأعشقها      يا سجنُ ! هل ثم قبلي عاشقٌ سُجنا ؟
أضيقُ بالقيد .. لكنّي أقبّلهُ       و رب قيدٍ على عبدٍ بكى .. وحنا


** **


واليوم جاء الخريف الفظَ يسألني        متى رُحَيلُك كم تنوي البقاء هنا ؟
وأقبلتْ مِن وراءِ الشيبِ هامسةً          مدائن الغيب هيّا فاللقاء دنا 
و الأربعونُ عويلٌ ملْ أوردتي        و في شفاهيَ يبكي الصيف و اللبنا
أما الحسان فأوراقٌ مبعثرةٌ            تطير في الريح .. لا تدري لها وطنا
أما الأماسي .. فأوهامٌ أجرُعُّها         كما تجرعَني .. الويلاتِ والمِحنَا
أما القوافي .. فلا سكرٌ ولا قدَحٌ          فيا لشقوة كرمٍ جفَّ دون جنا


** **

مات الصبي الذي قد كان يسكنني         وكنت أسكنه .. والكائنات لنا 
لما انطلقنا فماج الأفقُ مِن طربِ       لما رقصنا فجاء البدرُ لآمسَنا
لما مضينا نشّق البحر .. زوبعةً       مِن الأغاني .. تعيد البحر رجع غِنا
لما انطلقنا على الصحراء قافيةً        ما غازلت جؤذرًا إلا هفا .. ورنا
مات الصَبي .. فلا شعر و لا فَرَحٌ         ليولد الكهلُ دنياه أسَى وونى


** **


أقول والألم المعطاء يشنقني      أقول لو تسمعين الشجو و الشجنا 
أريد أن تمنحيني الموت و الكفنا       فقد منحتك عمري والشباب أنا