السبت، 7 يوليو 2012

سأحلم


سأحلم يوماً إلى أن أحسّ
بأني تجاوزتُ دنيا البشرْ
و أنّي استحلتُ خيوط ضياءٍ
و أنّي غفوتُ بحضنِ القمرْ
سأحلمَ حتى أحس الوجود
جناناً تموج بأحلى الصُورْ
و حتى أرى الدرب حولي يطول..
يطول إلى حيث يعيا البصرْ
و حتى أحسَ بأني انتصرتُ
و أنيّ هزمتُ مآسي القدرْ

**

سأحلمُ حتى أرى عالمي
المشوّه .. حثَّ الخطا .. و ارتحلْ
فلا همسةٌ تترجَى الزمانْ
ولا أنّةٌ تتشكى المللْ
ولا أمسياتٌ تمرُّ عليّ
خريفيّةٌ الوطءِ لا تُحتَملْ
و لا وحدةٌ كظلام القبور
بليلٍ دقائقه كالأزلْ
سأحلمّ حتى أضمَّ المساء
و أغمر أطيافه بالقُبلْ

**

سأهرب من ثورةِ الذكريات
و عصف الحنين بقلبي ( …..)
فيا طالما عبرتْ بي الحسان
ظِلالاً تضيع مع الموكب
و في كل يومٍ غرامٌ جديد
يموتُ على الخافقِ المُتعبِ
لك الله يا عمر .. كم مرّةٍ
قصدت الغدير .. ولم تشرب ؟
ويا قلب ! غامرتَ بين الدروب
فمالك تبحث عن مهرب ؟

**

و شقراءُ خطَ عليها الجمال
سطوراً من السحرِ والفتنةِ
بدأتُ بها قصتي في الهوى
و إن كنت لم أختتم قصتي
و كانت تغني .. وكنت أغيبُ
مع اللحن .. أبحر في نشوتي
عرفتُ بها كيف يوحي الحنين
قصيداً أرق من النسمةِ
و كان اللقاء اليتيم .. وعدتُ
وحيداً تُعانقني خيبتي 

** 
و سمراء كانت رسول الهوى
و شاء الهوى فعشقت الرسولا
و أيقنتُ أنّي مُنحتُ المُنى
و أنّي نفضت الضياع طويلا
رأيتُ الربيع على وجنةٍ
كستها أكفّ الخريف ذُبولا
و أقنعتُ نفسي أن الغرام 
يحوّل كل قبيحٍ جميلا
و عِشت مع الوهم حتى سمعتُ
نداء يصيحُ : " ضللت السبيلا "

**

و أخرى إذا ما ذكرتُ لديها
تراءى الحنين بأجفانها
تمّر عليّ مرور الملاك
و تغمر روحي بتحنانِها
و أشكو إليها خطوب الزمان
و تُفضي إليّ بأحزانها
وألمح في عينها دعوةٌ
يضيق الحنين بكتمانِها
و تهتف بي فيموت الجواب
صريعاً على نارِ حرمانها

**

و أخرى .. وأخرى يطول الطريقُ
ويعيا الفؤاد .. ويعيا العدد
فمنّهن من أشتهي للخيال
و منّهن من أشتهي للجسدْ
و منّهن من طيفها كالسراب
و منّهن مَنْ حبُّها للأبدْ
تمّر الليالي .. ومازال قلبي
يهيم مع الحسن أنّى شرد
و مازلت أحلم بعد الطواف
بأسطورة الحُلم المفتَقَدْ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق