الخميس، 28 يونيو 2012

جملٌ غير مفيدة .. مهداة إلى مدرسة لغة عربية





أنا في النحوِ .. وفي الصرفِ ضعيفْ
لم يُعلِّمني الكِسائيُّ ..
ولا الفرّاءُ .. أستاذي العتيدْ
أنا، يا سيَّدةَ الإعرابِ، كالأعرابِ
إيقاعيَ إيقاعُ الحُداءْ
عندما ترتحلُ الناقةُ في ليلِ المُحبّين الظِماءْ
أنا لا أعرفُ من كلِّ بحورِ الشِعرِ
إلّا ذلكَ البحرَ المخيفْ
حيثُ يهوي مدمنو الموتِ
إلى صدرِ عناقْ
وإلى عجزِ فراقْ

**

أنا، يا أستاذتي ، طفلٌ غبيٌّ ..
دلّلوهُ
أشفقوا أن يضربوهُ
عندما جرّ مضافاً
شأنُه أن ينصبوهُ
عندما حرّك إسماً
جبنوا أن يلمسوهُ
فنما الطفلُ المُدلّلْ
وهو يجهلْ
كلَّ تفعيلاتِ مفعول .. ومفعال
و أفعلْ

**

آه ! يا ساحرةَ الضمّةِ .. والكَسْرةِ ..
والفتحةِ .. والشَدّةِ ..
يا أحلى سكونْ
لك نُونْ
ولباقي نسوةِ العالمِ نُونْ
آهِ ! يا أروعَ حالٍ
كانَ أو سوفَ يكونْ
آهِ ! يا أجملَ ظرفٍ
في زمانٍ .. أو مكانْ
مُتُّ، يا أستاذتي الحسناءَ ، موتا
بين ما انْفَكَّ
وما زالَ ..
وهيهاتِ ..
وحتّى 

**

علّمي تلميذَك الأبله ..
ألغازَ القواعدْ
علّميه الوصلَ .. لافي الفصل ..
بل بينَ السواعِدْ
علّميه نشوة التمييز ما بين
 صديقٍ و حبيبْ
و استُريه بجناحِ العطف
في الليلِ الرهيبْ
و صِفي كيف التصاقُ الوصفِ ..
بالموصوفِ .. لا يخشى الرقيبْ
و اسكبي في أذنيهْ
لسعةَ العقربِ والزنبورِ
لا تُبقي عليهْ
وإذا ماتَ .. فقولي :
" ماتَ مقهوراً كجدّي سيبويْه "

**

في الختامْ
أعربي ما تحته خطٌ
وتحتَ الحبِّ خطٌ
إنه الموتُ الزؤامْ
والسلامْ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق